السلام عليكم...اشكركم على موقعكم المتميز انا فتاه عمري 16 سنه اعيش مع الوالده انفصل الوالد والوالده تقريبا قبل 6 سنوات وحياتنا مستقره ولله الحمد انا وحيده لا يوجدلدي اخوان ولا اخوات متوفقه ولله الحمد في دراستي
واناولله الحمد جميله والكل يشهد بهذا لدرجه احسست بالغرور فترات لكن حاولت الابتعاد وانا انخطبت لولد خالتي وخطوبتنا مستمره الحمدلله 6 شهور ولكن مشكلتي هيا اني ((ما ابغا اعييييييييييش))دائما افضل الموت
دائما ابحث عن طرق للموت حاولت مرتين بالانتحار الاولى:عن طريق الابره وجرح يدي الثانيه: شرب 4 علب بايسن لانو يوجدعندي الربو وهذا يأثر على صحتي فحاولت ايذاء نفسي بهذه الطريقه ولكن مرت تلك الايام ورجعت صحتي كما كانت
ولكن لازلت في التفكير في الموت اسمع الاغاني الحزينه افضل الجلوس لوحدي لا احب التحدث مع الاخرين كثير احب الانعزال دايما ابكي بسبب او بدون سبب احب اتفرج الاشياء اللي فيها تعذيب للنفس ارى ان هذا الحل الوحيد للتخلص من الحياه ومتاعبها
لا احب الصداقات الكثيره اكتفي بصديقاتي اللي معايا من سنين وهذه الحاله تجيني على فترات بس متقاربه جدا وانا تعبت جدا من هذا الحال اريد حل ارجوكم ساعدوني وقدمو لي الفايده جزاكم الله خيرا اتمنى احصل الحل لديكم...
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
أختي المباركة:
بداية أسال الله أن يحفظك بحفظه. . وأشكر لك ثقتك بنا في هذا الموقع. .
والله يا أخيه أنني قد تألمت لما أصابك ورثيت لحالك. . وقلت في نفسي: متى تنتهي معاناة الفتيات من المزعجات؟.
تألمت وأنا أقرأ رسالتك وأعيش مع سطورها. . امرأة عاقلة. . عفيفة. . ومتعلمة بل وفي مرحلة متقدمة؟ ؟!! كيف تقع في هذا؟!
أختي العاقلة. . تأكدي أن هذه الحياة التي ترينها مظلمة وحالكة السواد سرعان ما تتبدل وتتغير، وسترين إن شاء الله شعاع الأمل يأتي إليك بالخير والرزق..
أخيه. . إليك هذه الوقفات النافعة –بإذن الله- وهي تأملات وخطوات:
أولًا : أختي يارعاك الله: بل حالك هذه التي تمر بها مر ويمر بها كثير من الناس! !
إذًا يا يأخيه. . ليست حالك ببدع من الأمر. . ولكن العبرة في النهاية على (المجاهدة والمصابرة) وبهذا أفلح من أفلح. .
لقد لمست من سؤالك شعورًا بالذنب الذي وقعت فيه. . فهنيئًا لك هذا الإحساس. . الذي ينبغي لك أن تستفيد منه في تحولك إلى طاعة الله والعمل والإيجابية. .
ثالثا: مشكلتك أختي. هي من السهل الممتنع. وحلها سهل إن شاء الله. وهي ذات اتجاهات متباينة.
ولها أسباب عدة من أهمها:
1- أنت تجمعين في حياتك بين تناقضات شتى [تريدين الخلاص مما أنت فيه. . ومع ذلك تسمعين الغناء؟ ؟!!] . .
ضعف الإرادة أو القدرة على المقاومة والصمود أمام وهذا العامل في نظري سبب رئيس في وقوعك المستمر في المعاصي والمخالفات. . فأنت –بحمد الله- لا زلت تحظين باستعدادات جيدة تمكنك من صنع الأفضل. . والتقدم إلى الأمام! ! بيد أن ضعفك أمام مطارق الشهوة وأهواء النفس الأمارة بالسوء يجعلك تقعين مرة بعد مرة في ظلمات الحزن. ولذا لا مناص من معالجة هذا الضعف بكثرة الدعاء، ومعاندة النفس. وقهر سلطانها عليك بمداومة العبادة، وتدبر القرآن. ومطالعة سير السلف. .
أختي الفاضلة. . من أصعب ما ذكرته في رسالتك هو [موضوع الانتحار]. . بل وحاولتي فعله بل وفعلتيه؟! !
ولهذا. . اعلمي أنه من قتل نفسه فقد يئس من رحمة الله عز وجل. . يقول الله تعالى: " إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ "... ولذلك بادر إلى قتل نفسه. . ولهذا جاء في صحيح البخاري أن رجلًا في من مضى قتل نفسه فقال الله جل وعلا في الحديث القدسي: (عبدي بادرني بنفسه قد حرمت عليه الجنة). فتحرمي من الجنة! !، وتكوني ممن قال الله تعالى فيهم: " وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ". . فهل تقدرين على هذا العذاب. . وهل تتحملين نيران جهنم والعياذ بالله؟ . .
أختي الكريمة: عجلي بالتوبة النصوح قبل الممات. . ومن شروط التوبة النصوح: الندم على ما فات. . والعزم على عدم العودة. .
ابدئي صفحة جديدة مع الله. . الجئي إلى الصلاة. .اخشعي. . قومي الليل. . تأملي كتاب الله. . وأنصحك أن تقرئي في التفسير فهو خير عظيم. . وأقترح عليك تفسير (تيسير الكريم الرحمن) للشيخ عبد الرحمن السعدي. .
أكثري من الدعاء والتضرع. . وعليك بدعاء الكرب: " لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض رب العرش العظيم"، ودعاء ذي النون: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" فالله عز وجل يقول:" أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ " [..
وأخيرًا :
اسمحي لي أن أقترح عليك برنامجًا إيمانيًّا مفيدًا للقلب أرجو أن يكون نافعًا وعونًا لك على استعادة حلاوة الإيمان، ولذة المناجاة، والقرب من الله عز وجل:
1- احرصي على إقامة الصلوات الخمس في وقتها، لاسيما صلاة الفجر. .
2- قل: (سبحان الله وبحمده). مائة مرة كل يوم، في أي وقت، في المسجد أو البيت، ماشيًا، أو قاعدًا، أو في السيارة.. إلخ، وهذا الذكر يَحُتُّ الخطايا حتًّا.
3- استغفري الله تعالى- مائة مرة كل يوم.
4- قولي هذا الذكر مائة مرة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير). صحيح البخــاري ومسلم. مائة مرة كل يوم كذلك، في أي وقت شئت، وعلى أي حال تكون، ولا يشترط في المسجد. وهذه الأذكار كان يداوم عليها النبي صلى الله عليه وسلم- فهي حياة القلب وغذاؤه الذي لا يستغني عنه.
5- يجب عليك الحمية التامة من النظر إلى التلفزيون. أو المجلات. أو الذهاب إلى أي مكان فيه منكرات. فأنت في حجر صحي لكي يرجع إلى قلبك عافيته، ولن ينفعك الدواء وهي الحسنات. إن كنت تدخل عليه الداء في أثناء فترة العلاج، والداء هو السيئات.
6- إن كانت البيئة التي تعيشين فيها لا تساعدك على تطبيق هذا البرنامج فغيِّري بيئتك، اترك أصحاب السوء. . وابتعد عن الأماكن التي تقضي فيها أوقات فراغك إن كانت تشجع على المعاصي. .
7- تصدق بجزء من مالك، توبة إلى الله تعالى، صدقة سر لا يطلع عليها أحد إلا الله تعالى، فقد صح في الحديث: ( (إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَتَدْفَعُ عَنْ مِيتَةِ السُّوءِ)). رواه الترمذي من حديث أنس، رضي الله عنه.
8- حاولي أن تذهبي إلى العمرة ناويًة تجديد إيمانك بماء هذه الرحلة المباركة. .
9- ادعي الله تعالى- كل ليلة في وقت السحر. . قبل صلاة الفجر بهذا الدعاء: "اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ". أخرجه البخاري ومسلم. وهذا الدعاء: "اللَّهُمَّ أَلْهِمْنِي رُشْدِي وأَعِذْنِي مِن نَفْسِي". أخرجه الترمذي وهذان علمهما الرسول صلى الله عليه وسلم- لبعض أصحابه، رضي الله عنهم، وأكثر من الاستغفار والدعاء في السَّحَر فإن السحر(قبل الفجر) وقت يستجاب فيه الدعاء.
والله أسأل أن ينفعني وإياك بالعلم النافع، والعمل الصالح، وأن يشرح صدورنا، وينوِّر قلوبنا، ويأخذ بأيدينا لما فيه الخير والصلاح والسداد.
وأن يمن علي وعليك بتوبة صادقة وأن يغفر لنا ذنوبنا، ويرزقنا التوبة دائما وأبدًا مما اجترحنا، وأن يعيذنا من همزات الشياطين. إنه جواد كريم.
الكاتب: الشيخ عبد الله بن راضي المعيدي
المصدر: موقع المستشار